فصل: الصرف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{مرض} مصدر سماعيّ لفعل مرض بمرض باب فرح وزنه فعل بفتحتين.
زاد، فيه إعلال بالقلب أصله زيد مضارعه يزيد، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. وهو إما فعل لازم مثل زاد المال أو فعل متعدّ لمفعولين مثل زادك اللّه جلالا.
{أليم} صفة مشبّهة من ألم يألم باب فرح وزنه فعيل.
{كانوا} فيه إعلال بالقلب أصله كون مضارعه يكون، جاءت الواو متحركة بعد فتح قلبت ألفا.

.البلاغة:

1- الاستعارة التصريحية في قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} فقد أستعير المرض هاهنا لما في قلوبهم من الجهل وسوء العقيدة وعداوة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وغير ذلك من فنون الكفر المؤدي إلى الهلاك الروحاني والتنكير للدلالة على كونه نوعا مبهما غير ما يتعارفه الناس من الأمراض.

.[سورة البقرة: آية 11]:

{وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة إذا ظرف لما يستقبل من الزمان يتضمّن معنى الشرط مبني على السكون متعلّق بالجواب قالوا. {قيل} فعل ماض مبنيّ للمجهول اللام حرف جرّ والهاء ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب {قيل}.
لا: ناهية جازمة {تفسدوا} فعل مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل {في الأرض} جارّ ومجرور متعلّق ب {تفسدوا}.
{قالوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل.
{إنّما} كافّة ومكفوفة لا عمل لها {نحن} ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ {مصلحون} خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
جملة: {قيل} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {لا تفسدوا} في محل رفع نائب فاعل.
وجملة: {قالوا} لا محلّ لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
وجملة: {نحن مصلحون} في محلّ نصب مقول القول.

.الصرف:

{إذا} ظرف للزمن المستقبل فيه معنى الشرط، وقد يخلو من الشرط: والليل إذا يغشى. وقد يأتي للمفاجاة: خرجت فإذا رجل بالباب.
{تفسدوا} فيه حذف للهمزة تخفيفا كما جرى في {يؤمنون} {ويقيمون}.
{قيل} فيه إعلال بالقلب، أصله قول بضم أوّله وكسر ثانيه، ولكن الواو- وهو حرف علّة- لا يستطيع حمل الحركة فوجب تسكينه ونقلت حركته إلى القاف فأصبح قول بكسر فسكون، ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فأصبح الفعل قيل.
{الأرض} اسم جامد والهمزة فيه أصليّة، وزنه فعل بفتح فسكون.
{مصلحون} جمع مصلح اسم فاعل من أصلح، وفيه إذا حذف للهمزة تخفيفا كما حذفت من مضارعه لأنه على وزنه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، وأصله مؤصلحون.

.[سورة البقرة: آية 12]:

{أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12)}.

.الإعراب:

{ألا} حرف تنبيه إنّ حرف مشبّه بالفعل للتوكيد والهاء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ والميم حرف لجمع الذكور {هم} ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ {المفسدون} خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو الواو عاطفة أو حاليّة {لكن} حرف استدراك {لا} نافية {يشعرون} مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون الواو ضمير متّصل فاعل.
جملة: {إنّهم هم المفسدون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هم المفسدون} في محل رفع خبر إنّ.
وجملة: {لا يشعرون} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أو في محلّ نصب حال من الضمير المستكنّ في اسم الفاعل {المفسدون}.

.الصرف:

{المفسدون} جمع المفسد وهو اسم فاعل من أفسد، وفيه حذف للهمزة تخفيفا كما حذفت من مضارعه لأنّه على وزنه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، وأصله المؤفسدون.

.[سورة البقرة: آية 13]:

{وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13)}.

.الإعراب:

{وإذا قيل لهم} سبق إعرابها في الآية رقم. {آمنوا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل والكاف حرف جر ما مصدرية {آمن} فعل ماض {الناس} فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل من ما والفعل في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي آمنوا إيمانا كإيمان الناس.
{قالوا} فعل ماض وفاعله الهمزة للاستفهام الإنكاري نؤمن فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن {كما آمن السفهاء} تعرب مثل: كما آمن الناس.
{ألا إنّهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون} تعرب كالآية (12) مفردات وجملا.
جملة {قيل} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {آمنوا} في محلّ رفع نائب فاعل.
وجملة: {قالوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {نؤمن} في محلّ نصب مقول القول.

.الصرف:

{السفهاء} جمع سفيه، صفة مشبّهة من فعل سفه يسفه باب فرح، وزنه فعيل، ووزن سفهاء فعلاء بضمّ ففتح.

.البلاغة:

1- ونلاحظ في الآية الكريمة فن التغاير.
وهو في قوله تعالى: {لا يَشْعُرُونَ} وقوله تعالى: {لا يَعْلَمُونَ} وتفصيل ذلك:
أن أمر الديانة والوقوف على أن المؤمنين على الحق، والمنافقون على الباطل يحتاج إلى نظر واستدلال حتى يكتسب الناظر المعرفة. وأما النفاق وما فيه من البغي المؤدي إلى الفتنة والفساد في الأرض فأمر دنيوي مبني على العادات معلوم عند الناس، خصوصا عند العرب في جاهليتهم وما كان قائما بينهم من التناصر والتحارب والتحازب، فهو كالمحسوس المشاهد ولذلك قال: {لا يَشْعُرُونَ} ولأنه ذكر السفه وهو الجهل فكان ذكر العلم معه أحسن طباقا له ولذلك قال: {لا يَعْلَمُونَ}.
2- الكناية: في قوله تعالى: {أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ}.
الشرع ينظر للظاهر واللّه عنده علم السرائر، ولهذا سكت المؤمنون وردّ اللّه سبحانه عليهم ما كانوا يسرون فالكلام كناية عن كمال إيمان المؤمنين ولكن في قلب تلك الكناية نكاية فهو على شاكلة قولهم: {اسمع غير مسمع} في احتمال الخير والشر ولذلك نهى عنه.
3- في قوله تعالى: {أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ}.
خروج الاستفهام من معناه الأصلي وهو طلب العلم إلى أغراض أخرى تفهم من مضمون الكلام. حيث أن معنى الاستفهام هنا الإنكار.

.[سورة البقرة: آية 14]:

{وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (14)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {إذا} ظرفيّة شرطيّة غير جازمة متعلقة بالجواب قالوا.
{لقوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ وفاعله {الذين} اسم موصول في محلّ نصب مفعول به {آمنوا} فعل ماض وفاعله {قالوا} مثل آمنوا.
{آمنّا} فعل ماض مبني على السكون ونا ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. الواو عاطفة {إذا} سبق إعرابه {خلوا} فعل ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين والواو فاعل. إلى شياطين جارّ ومجرور متعلّق ب {خلوا} وهم ضمير متّصل في محل جرّ مضاف إليه.
{قالوا} مثل آمنوا إنّ حرف مشبّه بالفعل للتوكيد ونا ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ مع ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ الكاف ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه والميم حرف لجمع الذكور.
{إنّما نحن مستهزءون} سبق إعراب نظيرها في الآية (11): {إنما نحن مصلحون}.
جملة: {قالوا} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {قالوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {أما} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {خلوا} في محل جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قالوا} الثانية لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {إنّا معكم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّما نحن مستهزءون} لا محلّ لها استئناف بياني.

.الصرف:

{لقوا} فيه إعلال بالتسكين وبالحذف، وأصله لقيوا بضمّ الياء، أسكنت الياء لثقل الحركة عليها- هو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لسكونها وسكون الواو بعدها، وتحرّكت القاف بالضمّ أي بحركة الياء بعد تسكينها.
{قالوا} فيه إعلال بالقلب، أصله قولوا بفتح الواو الأولى، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
{خلوا} فيه إعلال بالحذف، أصله خلاوا، حذفت الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة فأصبح الفعل خلوا، وزنه فعوا بفتح العين.
شياطين جمع شيطان، اسم جامد على وزن فيعال سمي بذلك لمخالفة أمر اللّه لأن الفعل شطن يشطن باب نظر بمعنى خالفه عن نيّته ووجهه. ووزن شياطين فياعيل.
مع، اسم له عدّة معان يستعمل مضافا ويكون ظرفا للمكان والمصاحبة: افعل هذا مع هذا، أو ظرفا للزمان: جئتك مع العصر.
ويأتي منوّنا من غير إضافة: جاؤوا معا.
{مستهزءون} جمع مستهزئ، اسم فاعل من استهزأ السداسيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره أي وزنه مستفعلون.

.[سورة البقرة: آية 15]:

{اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)}.

.الإعراب:

{اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {يستهزئ} فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الباء حرف جرّ وهم ضمير متّصل في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب {يستهزئ} الواو عاطفة يمدّ فعل مضارع مرفوع وهم ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو في طغيان جارّ ومجرور متعلّق بيمدّ أو ب {يعمهون} وهم ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه.
{يعمهون} مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون والواو فاعل.
جملة: {اللّه يستهزئ بهم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يستهزئ بهم} في محلّ رفع خبر المبتدأ {اللّه}.
وجملة: {يمدّهم} في محلّ رفع معطوفة على جملة يستهزئ.
وجملة: {يعمهون} في محلّ نصب حال من ضمير النصب في يمدّهم.

.الصرف:

طغيان، مصدر سماعي لفعل طغى يطغى باب فتح، وزنه فعلان بضمّ الفاء.

.البلاغة:

1- الاستهزاء ضرب من العبث واللهو وهما لا يليقان باللّه تعالى وهو منزه عنهما ولكنه سمى جزاءه باسمه كما سمى جزاء السيئة سيئة إما للمشاكلة في اللفظ أو المقارنة في الوجود أو يرجع وبال الاستهزاء عليهم فيكون كالمستهزئ بهم.
2- قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} استئناف في غاية الجزالة والفخامة. وفيه أن اللّه عز وجل هو الذي يستهزئ بهم الاستهزاء الأبلغ، الذي ليس استهزاؤهم إليه باستهزاء ولا يؤبه له في مقابلته. وفيه أن اللّه هو الذي يتولى الاستهزاء بهم انتقاما للمؤمنين.
3- المخالفة: بين جملة مستهزءون وجملة: {يستهزئ} لأن هزء اللّه بهم متجدد وقتا بعد وقت، وحالا بعد حال، يوقعهم في متاهات الحيرة والارتباك زيادة في التنكيل بهم.

.[سورة البقرة: آية 16]:

{أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (16)}.

.الإعراب:

أولاء اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب {الذين} اسم موصول في محلّ رفع خبر.
{اشتروا} فعل ماضي مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين والواو ضمير متّصل فاعل في محل رفع.
{الضلالة} مفعول به منصوب {بالهدى} جارّ ومجرور متعلّق بفعل اشتروا بتضمينه معنى استبدلوا، وعلامة الجرّ والكسر المقدّرة على الألف للتعذّر. الفاء عاطفة وهي لربط السبب بالمسبّب ما نافية ربح فعل ماض والتاء للتأنيث تجارة فاعل مرفوع وهم ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه الواو عاطفة {كانوا} فعل ماض ناقص مع اسمه {مهتدين} خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: {أولئك الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اشتروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {ما ربحت} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {ما كانوا مهتدين} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.